سألت الطريق

سألت الطريق

سألت الطريق : أراك حزين يا طريق والدموع تملئك ؟

فقال لي : فقد تعبت كثيراً

فقلت له : لماذا؟

فقال لي : من السائرين

فقلت له : من السائرين قد تعبت فهو ليس بالغريب عنك فأنت طوال عمرك يسير بك السائرين

فقال لي : لا ولكن ليس أي سائرين أنني أتكلم عن العشاق الحائرين
فما سلك أحد بي إلا بكى فيه

فقلت له : لماذا كل هذا ؟

فقال لي: أنهم يبكون من الحب من سهر الليالي من أليم السنين
ويبكون بحر من الدموع يبكون في صمت في أنين

فكلما سألت سائر منهم قال لي أني كنت من العاشقين وأصبح حبيبي من الراحلين فكيف يكون حالي بعد كل هذه السنين
فكلما حاولت أخفف حزن واحد منهم قال لي دعني وشأني يا طريقي الحزين
فكنت أقول لهم كونوا من الصابرين فالحب ليس كله تعب وشقاء
ولكن به شيء جميل لا يناله إلا الأبرياء
فيظل حزين ويسير بي مهما يسير ويتركني مع أحزانه وكل ألامه

فقلت له : كل هذا يا طريق وأنت تحمله .

فقال لي: نعم أني رأيت قصص وعبر وروايات عبر السنين
فكلهم سواء ويتشابه بعضهم مع بعض

فقلت له: كيف ذلك ؟

فقال لي : فكل منهم لا يعرف معنى الحب اليقين
فلذلك يصبح أغلبية العاشقين من التائهين والضائعين
ولكن لو عرفوا معنى الحب ما كان هذا حالي

فقلت له : لا تحزن يا طريق سوف يأتي اليوم الذي يطلقون العاشقين الذي عرفه الحب اليقين
وليس مثلما يطلقون الآن طريق الحيارى والسكارى والحائرين والضائعين
صبرا صبرا أيها الطريق